الفيديوهات التعليمية ليست فيلماً سينمائيًا، 3 اجراءات عليك القيام بها أثناء مشاهدتها


حدث ذلك معي منذ عدة سنوات خلت، كانت تخالجني رغبة عارمة في تعلم الفوتوشوب، فتوجهت إلى اليوتيوب وبحثت عن مقاطع الفيديو التي تقدم دروس عن هذا الشيء المبهم بالنسبة لي، شاهدت أكثر من فيديو على مدار أشهر، وعندما شعرت بأن مستواي لم يتحسن، وجهت أصابع الاتهام إلى مقاطع الفيديو هذه ووسمتها بعدم المهنية وخلوها من الجودة.

اشتريت بعدها كورسات في نفس المجال، ظناً مني أن المدفوع فيه بركة أكثر من المشاع للعامة واعتقاداً مني أيضاً أن المدفوع دائماً به أسرار وخبايا لا يظهرها أصحاب الفيديوهات المجانية، لكن بالرغم من ذلك لم يتحسن مستواي أيضاً.

المهم، لا أريد أن أُطيل عليك عزيزي القارئ، أخذت نفسي من تلبيبها وقلت لها غاضباً: “لماذا  لم تتعلمي الفوتوشوب بعد كل هذه الكورسات والدروس؟” فأجابتني وعلى وجها ابتسامة ساخرة:

كيف تريد مني أن أتعلم وأنت تُشاهد هذه الفيديوهات بشكل غير لائق؟ كيف أتقن هذا الشيء وأنت مستلق على الأرائك؟ من يريد أن يتعلم عليه أن يستذكر ويدون ويطبق، فهل قمت بأي شيء من هذا يا هذا؟ غمزة

فبهت الذي أسترخى،  أنا المخطئ إذاً!

أخيراً أدركت أنني كنت السبب في تأخري، اعتذرت لنفسي عما بدر مني، وشرعت منذ ذلك اليوم في تطبيق الإجراءات الثلاث التالية كلما هممت بمشاهدة أي فيديو تعليمي:

1- مشاهدة الفيديو أكثر من مرة

مشاهدة الفيديو التعليمي أكثر من مرة يساعد على تأكيد صحة المعلومات
مشاهدة الفيديو التعليمي أكثر من مرة يساعد على تأكيد صحة المعلومات

حينما تشاهد فيديو تعليمي لمرة واحدة فقط، وتشاهد بعده فيديو أو عدة فيديوهات أخرى في نفس المجال لمرة واحدة لكل فيديو أيضاً، سيحدث تداخل للمعلومات في عقلك دون أن تدري، هذه المعلومات لم يحدث لها توكيد داخل عقلك لأنك مررت عليها مرور عابري السبيل، ومع ذلك ستعتقد أنك فهمت هذه المعلومات وأحطت بها، وستدافع عن صحتها بكل وجدانك بالرغم من أنها فسدت بسبب هذا التداخل وأصبحت محرفة، وإذا حدث ولقنك أحد المعلومة الصحيحة ستقول له ” خطأ، ما تقوله خطاً، فقد شاهدت فيديو يقول عكس ذلك”

جرب من الآن أن تشاهد الفيديو التعليمي أكثر من مرة، ثلاثة مرات مثلاً، ستكتشف في كل مرة أنك تعلمت شيء جديد، ستكتشف أن هناك معلومات كثيرة تم تصحيحها وضبطها وتثبيتها مع التكرار.

2- تدوين الملاحظات يدوياً على كل فيديو

تدوين الملاحظات يدوياً باستخدام طريقة كورنيل لتدوين الملاحظات
تدوين الملاحظات يدوياً باستخدام طريقة كورنيل لتدوين الملاحظات

لا تفعل مثل ما كنت أفعل في الأيام الخوالي، إذا هممت بمشاهدة فيديو تعليمي، فشاهده وأنت منتبه وجالس على مكتبك، لا تشاهده وأنت مسترخ أو قبل النوم، الانتباه والاهتمام أهم عوامل سرعة التعلم وجودته.

أمسك ورقة وقلم ودون ملاحظاتك عما تسمعه من معلومات داخل الفيديو، نعم! دونها يدوياً، دراسات كثيرة أثبتت فاعلية التدوين اليدوي للملاحظات مقارنة بالتدوين الإلكتروني.

طبق طريقة كورنيل لتدوين الملاحظات  Cornell Notes Method  فهي – طبقاً لتجربتي الشخصية – من أفضل طرق تدوين الملاحظات وأشملها، الفيديو التالي يوضح لك كيفية تطبيقها:

 

3- تطبيق ما تعلمته قبل مشاهدة أي فيديو آخر

طبق ما تتعلمه أولاً بأول حتى لا تفقد الحماس
طبق ما تتعلمه أولاً بأول حتى لا تفقد الحماس

لا تقم بمشاهدة فيديو جديد في نفس المجال الذي تود تعلمه قبل تدوين الملاحظات وتطبيق ما تعلمته في الفيديو الأول، نعم الحماس قد يدفعك إلى مشاهدة باقي الفيديوهات وخاصة لو ما تود تعلمه مُقسم على عدة فيديوهات متسلسلة، قاوم هذا الشعور قدر المستطاع لأنك في الغالب بعد الاطلاع على جميع الفيديوهات ستفقد هذا الحماس وسيكون من النادر جداً أن تعود إلى مشاهدة الفيديو الأول مرة أخرى.

أرجو عزيزي القارئ أن يكون هذا المقال قدم لك معلومة مفيدة، إن كان كذلك، سيسعدنا مشاركتك له عبر صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، سيسهم هذا في انتشارنا ويشجعنا على تقديم المزيد من المحتوى القيم، وإن لم يكن قد أعجبك أو لديك اعتراض على ما جاء به من معلومات، سيسعدنا أيضاً أن تعبر عن رأيك هذا من خلال التعليقات أو من خلال مراسلتنا عبر بريد المدونة.

أيضاً: نرجو تطبيق  طريقة كورنيل لتدوين الملاحظات على ما تعلمته في هذا المقال وذلك حتى تثبت المعلومة وحتى تعود إليها في المستقبل بكل سهولة، فربما لا تحتاجها اليوم، لكن غداً ربما تحتاجها، من يعلم؟

وأخيراً: لدينا في المدونة مقالات أخرى لها علاقة بموضوع هذا المقال، فمثلاً يمكنك الاطلاع على التالي:

مصدر الصور:  Freepik

حسن محمد

حسن محمد

مترجم فوري، عمل لدى العديد من كبرى الشركات والمنظمات العالمية من أهمها شركة تيتان الأمريكية، بي سي آي اليابانية وشركة قطر للبترول القطرية، شرع في التدوين في عام 2008 كهواية ومع مرور الوقت اكتسب خبرة في مجال التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية copywriting ومن ثم تحولت الهواية إلى مهنة مستقلة تهدف إلى تقديم الجودة والاحترافية في مجال التسويق الالكتروني وبخاصة في مجالي التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية، يعمل معه الآن فريق عمل محترف من المترجمين والمسوقين الإلكترونيين.

موضوعات أخرى قد تهمك

ضع تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked

  1. جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمه من مقالات رائعة ومثمرة وذات عمق وجدية
    وكعادتكم مقال أكثر من رائع

  2. جزاكم الله خيراً على العمل الطيب الذي تقومون به من خلال هذه المدونة , وبما أنني عضو جديد بهذه المدونة , أفتكر لحتى الآن لم اطلع على كل المواضيع بالقدر الذي يجعلني تقديم النقد وغيرها ….. ولكن مع مرور الوقت ومتى ما وجدت اي ملاحظة من شأنها ان تسهم في تطوير الأداء بالمدونة سأخبركم اياها … فالمؤمن مرآة أخيه …………. وتقبلوا خالص شكري وتقديري
    .

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}