خطة عمل لحفظ 600 عبارة إنجليزية في 30 يوماً فقط، هل ستقبل التحدي؟


دائماً كانت نصيحتي لأي مبتدئ في اللغة الإنجليزية بألا يحفظ مفردات كثيرة في فترة وجيزة، فقط 20 عبارة يومياً تأتي بنتائج إيجابية شريطة المداومة والاستمرار وحسن الاختيار.

كنت أؤمن بأن ما يحفظ سريعاً يذهب سريعاً، لذا من الأفضل حفظ القليل بصورة صحيحة بدلاً من حفظ الكثير بصورة متسرعة لأن النسيان سيكون نتيجة حتمية لهذا التسرع.

لكني صادفت أمثلة كثيرة لأشخاص جعلوني أعيد النظر في إيماني هذا، فقد وجدتهم يحفظون كماً كبيراً جداً من العبارات في وقت قصير وبالرغم من ذلك لا ينسون بالنسبة التي كنت أتوقعها سلفاً.

طريقة لحفظ 600 عبارة إنجليزية في 30 يوماً فقط
طريقة لحفظ 600 عبارة إنجليزية في 30 يوماً فقط

ظننت في البداية أن هذا ربما مرجعه إلى قدرات خارقة يتميز بها هؤلاء الأشخاص وأنهم كالشافعي -رضي الله عنه- الذي كان يقرأ صفحة ويخفي الأخرى خشية حفظها من دون تمحيص.

إلا أنني لاحظت أن الأمر شائعاً دون أن أدري، وأن هناك أشخاص كثر جداً يعتمدون هذه الطريقة المكثفة والسريعة في الحفظ، ليس في اللغة الإنجليزية فقط، وإنما في مجالات شتى.

فأدركت أن الأمر ليس من الخوارق كما كنت أظن، بل هو عادة يمكن اكتسابها، وزاد إدراكي هذا حينما قرأت عن عدة نظريات في علم الذاكرة تمجد دراسة الكم الكبير في وقت قصير وتزعم بأنه هو الأفضل في تحصيل العلوم مقارنة بالطريقة التدريجية البطيئة، من أشهر هذه النظريات هي نظرية للسيد “جوش كوفمان” الذي يقول:

كانوا يقولون أنك تحتاج لكي تكون جيدًا في أي شيء أن تُمارسه لـعشرة آلاف ساعة، أي ما يُقارب السبع سنوات! هل حقًا عليّ أن أقضي سبع سنوات في تعلم البرمجة أو لغة مُعينة لكي اتمكن منها؟ أنا لا أريد أن أكون عالمًا أو بروفسور … كل ما أريده هو أن أستطيع العزف مثلًا أو السباحة أو تحدث الألمانية بسهولة!

يمكن التعرف أكثر عن هذه النظرية من خلال قراءة هذا المقال من هنا

على أرض الواقع وبعيداً عن النظريات، وأحد من تلامذتي وجدته يحفظ أسبوعياً أكثر من 150 عبارة إنجليزية، وأنه يثني دائماً على هذه الطريقة ويفضلها عن الطريقة المتدرجة في الحفظ التي تتطلب دوماً تخطيط والتزام تحت أي ظروف وهو كما يدعي ليس من الملتزمين لا بالأوقات ولا بالتخطيط.

150 عبارة إنجليزية كل أسبوع!

لنفترض أن متوسط عدد كلمات العبارة الواحدة هو 3 كلمات غير متكررة، فمعنى ذلك أنهم يحفظون تقريباً 450 كلمة جديدة كل أسبوع، 1800 كلمة في الشهر، 21600 كلمة جديدة في العام، أي أشبه بحفظ قاموس حي من المفردات المستخدمة في الحياة اليومية وهذا الكم يكفي بكل تأكيد لإجراء أي محادثة أو خوض أي امتحان في اللغة الإنجليزية على شرط أن تكون هذه الكلمات مختارة بعناية وأن يتم إدخالها إلى الذاكرة بصورة صحيحة.

أقرأ أيضاً: كيف تحفظ الكلمات الإنجليزية ولا تنساها بسهولة؟

التحدي، حفظ 600 عبارة إنجليزية في 30 يوماً

تأثراً بما سبق، لا أرى مانع من تجربة هذه الطريقة السريعة رغم نصيحتي السحيقة واعتقادي العتيق، وذلك لعدة أسباب:

  1. لن يكون هناك خسائر كبيرة لمن يمارس هذه الطريقة اللهم إلا التركيز والمجهود والوقت المبذول وهي أسباب سيتم الأخذ بها على أي حال حتى أثناء تطبيق الطريقة البطيئة المتدرجة.
  2. الخوف من نسيان ما تم حفظه بسبب السرعة لا أجد له مبرراً هنا وذلك على فرض أنك ستحفظ 150 عبارة ونسيت منهم 100، إذا تبقى لك 50 وهذا الكم أعتقد أنك لا تستطيع المحافظة عليه إذا ما اتبعت الطريقة البطيئة اللهم إلا إذا كنت فعلاً من الملتزمين المتشددين بالالتزام. (عكسي تماماً)
  3. يمكن بالطبع تقليل نسبة العبارات المنسية بإتباع عدة طرق وحيل سنتناولها في هذا المقال إن شاء الله…
  4. الطريقة البطيئة على ما بها من مميزات إلا أنها تتطلب التزام ومداومة حتى تأتي بنتائج مثمرة، وأعتقد في ظل ظروف العصر الحالي الكثير منا لا يلتزم كثيراً بما يخطط له، لذا فالطريقة المكثفة هي الأفضل في هذه الحالة.

لماذا 600 عبارة تحديداً؟

قد يسألني سائل، ولماذا 600 عبارة وليس 500 أو 700 مثلاً؟ بالطبع ليس شرطاً 600 عبارة لكني وضعت الخطة على أساس حفظ 150 كلمة في الأسبوع لا أكثر ولا أقل، ويمكنك أن تزيد من الكم إذا أردت، لكن لا أنصح بأن ترضى بأقل من ذلك، لأنك لو صغرت من حجم هدفك سيقل مجهودك بالتبعية.

خطة العمل المقترحة

سنقسم أيام الأسبوع إلى ثلاثة مجموعات، المجموعة الأولى: تتكون من ثلاثة أيام، والثانية كذلك من ثلاثة أيام، والمجموعة الثالثة والأخيرة تتكون من يوم واحد، سنقوم بالتالي:

المجموعة الأولى (أول ثلاثة أيام من الأسبوع):

  • في اليوم الأول: سنقوم بحفظ 75 عبارة دفعة واحدة بطريقة التقليدية التكرار والكتابة.
  • في اليوم الثاني: سنقوم بتمثيل مواقف تخيلية لممارسة هذه العبارات أمام أي شخص نعرفه وإن تعذر توفر هذا الشخص فيمكننا ممارستها مع أنفسنا أمام المرآة.
  • في اليوم الثالث: نقوم بمراجعة كل الكلمات ال 75 دفعة واحدة وتسميعها لأنفسنا مع تسجيل أصواتنا باستخدام أي جهاز تسجيل (أو الهاتف)، وبعد الانتهاء نستمع إلى أنفسنا في الملف المسجل مرة واحدة قبل النوم …

المجموعة الثانية (الثلاث أيام الثانية من الأسبوع الأول):

  • سنكرر ما قمنا به في اليوم الأول من الأسبوع السابق هو حفظ 75-عبارة جديدة بطريقة التكرار.
  • تمثيل موقف تخيلي لممارسة العبارات مع أي شخص أو مع أنفسنا أمام المرأة
  • مراجعة كل العبارات التي حفظنها دفعة واحدة مع تسجيل أنفسنا والاستماع إلى التسجيل بنهاية اليوم قبل النوم.

المجموعة الثالثة (اليوم المتبقي من الأسبوع):

  • سنقوم في هذا اليوم بمراجعة جميع العبارات التي حفظناها في المجوعتين وهم 150 عبارة، سنكتبها شفهياً، سنرددها أكثر من مرة في مواقف تخيلية من تمثيلنا.
  • هكذا نكون قد أنهينا الأسبوع الأول بنجاح، نطبق نفس الطريقة في الثلاثة أسابيع المتبقية من الشهر … بهذه الطريقة نكون قد أنهينا حفظ 600 عبارة في أربعة أسابيع (28 يوماً) ويتبقى لنا يومين حتى نتم الثلاثين يوماً، يمكننا استغلال هذين اليومين في مراجعة شاملة لجميع ما تم حفظه في الشهر من عبارات.
من فضلك حمل خطة العمل المفصلة في ملف أكسل من هنا (اضغط هنا لتحميل خطة العمل)

أيضاً انصح باقتناء كتاب الطريقة الحصرية لحفظ الكلمات والعبارات الإنجليزية من هنا، وذلك لما به من حيل وطرق جديدة في كيفية حفظ الكلمات والعبارات الإنجليزية وإبقائها في الذاكرة لأطول فترة ممكنه.

هل خوض هذا التحدي ممكناً؟

كما رأينا من الخطة التي تناولنها في هذا الموضوع، فالأمر ليس مستحيلاً، نعم هو صعب لكنه قابل للتنفيذ، وإن كنت تشك في جدوى نتائج هذه الطريقة فالرجاء تأجيل هذا الشك إلى أن تجربها أولاً لترى هي ستحق أم لا، وذلك لأنك لن تخسر بتطبيقها، بل على العكس، ستخرج في نهاية الأمر بكم لا بأس به من العبارات التي قطعاً ستفيدك أثناء المحادثة. وفي النهاية انظر للأمر على أنه مجرد تسلية … حتى ولو كانت هذه التسلية متعبة أو ثقيلة الدم … فهي تسلية مفيدة على أي حال.

من أين سأحصل على هذا الكم من العبارات الجاهزة؟

صفحات الانترنت مليئة بالعبارات الجاهزة والتي يمكنك استخدامها أثناء المحادثات، يمكنك أن تستقطع وقتاً قبل تنفيذ الطريقة في البحث عن هذه العبارات في المواقع المختلفة وأن تقوم بتجميعها في ملف خاص لتقوم بعد ذلك بتطبيق الطريقة عليها، لكن أثناء بحثك عن هذه العبارات يجب أن تأخذ في اعتبارك عدة نقاط قبل قيامك بكتابة أي عبارة:

  1. يجب أن تكون هذه العبارات كاملة وليست كلمات منفردة.
  2. يجب أن يكون الموقع الذي تأخذ منه المعلومة موقعاً موثوقاً وأن الذي يقدم هذه المعلومة شخص أو جهة متخصصة.
  3. يجب أن تكون هذه العبارات منطوقة ويمكن الاستماع إليها…

أو يمكنك اختصار وقتك في البحث بالحصول على كورس المواقف والذي يحتوي على أكثر من 700 عبارة إنجليزية مستخدمة في الحياة اليومية، لمزيد من التفصيل عن هذا الكورس اضغط هنا.

متى أبدأ؟

الآن إن استطعت، أو من أي يوم في الأسبوع.

حينما تكون جاهزاً أبدأ ولا تنتظر إلى بداية الشهر أو بداية الأسبوع، فأنت من تحدد البداية والنهاية، الأمر يتوقف على ظروفك الشخصية ومدى تفرغك. وعلى أي حال يمكنك تحديد ساعة يومياً لتنفيذ هذا الأمر، وأرى أن ساعة كافية جداً لكن إن زدتها إلى ساعتين ستتمكن أكثر وستحفظ لقريش كرامتها.

ألا توجد أيام راحة؟

قلنا، أن نعتبر هذا التحدي مجرد تسلية أو لعبة، لذلك لا أرى أن تأخذ أيام راحة، نريد أن ننجز المهمة في 30 يوماً فقط، والحكمة من الطريقة هو أن ننجز بأسرع ما يمكن حتى أنني أقول لو استطعت أن تنهي الأمر قبل ال 30 يوماً سيكون هذا أفضل، ومع ذلك يمكنك أخذ فترات راحة أثناء اليوم نفسه، كأن تحدد نصف ساعة في الصباح للحفظ ونصف ساعة أخرى في المساء على سبيل المثال وباقي ساعات اليوم ستكون معك أسترح فيها كيفما تشاء.

أخاف أن أبدأ ثم أتراجع فأصاب بالإحباط؟

لا تخشى الاحباط واقهر كل مخاوفك
كيف تحفظ الكلمات الإنجليزية

لماذا الإحباط؟ الموضوع عبارة عن مغامرة مفيدة، ستضيف إليك سواء بدأت وتوفقت بعد يومين أو واصلت حتى النهاية، لن نخسر شئياً، بل بالعكس سنستفاد الكثير، أما لو حدثت ظروف قاهرة منعتك من الاستمرار يمكنك التأجيل إلى فترات لاحقة، لا تجلد نفسك على أشياء تافهة تحدث لأي شخص منا. (نحن بشر)

هل هذا التحدي يستحق العناء؟

بالطبع يستحق العناء، فأنت ان استطعت أن تنهي هذه المدة بحفظ هذا الكم من العبارات فستكون النتيجة هي كالتالي:

  1. ستحفظ كم كبير من العبارات التي ستمكنك من اتقان اللغة الإنجليزية في وقت قصير.
  2. ستتحسن قوة الحفظ لديك…
  3. ستتعود على هذه الطريقة وهذا سيمكنك مستقبلاً من تنفيذها بمفردك مع عبارات جديدة.
  4. يمكنك تطبيق نفس الطريقة في تعلم لغات أخرى.
  5. ستزداد ثقتك بنفسك وستشعر باختلاف كبير بعد انجاز المهمة.
  6. حفظ هذا الكم الكبير من العبارات سيزيد من كم المدخلات اللغوية لديك، لذا فعقلك الباطن يمكنه بعد ذلك اصدار عبارات جديدة قياساً على العبارات المخزنة لدية.
  7. حفظ هذا الكم من العبارات الجاهزة سيساعدك على اتقان القواعد الإنجليزية بصورة عملية يصعب نسيانها فيما بعد.

وفي النهاية أرجو عزيزي القارئ أن تجرب هذا التحدي، فأنت غير مطالب بحفظ قاموس من المفردات لكي تتقن أي لهجة أجنبية، كم معقول من العبارات يؤدي المهمة طالما أنك لا تخطط بأن تكون عالماً متخصصاً في هذه اللغة، ولعلك قرأت من قبل عن مبدأ باريتو الذي ينص على أن أتقان 20% من مهارات أي مجال سيسهل عليك تعلم ال 80% الباقية. (يمكنك القراءة أكثر عن هذا المبدأ من هنا)

حسن محمد

حسن محمد

مترجم فوري، عمل لدى العديد من كبرى الشركات والمنظمات العالمية من أهمها شركة تيتان الأمريكية، بي سي آي اليابانية وشركة قطر للبترول القطرية، شرع في التدوين في عام 2008 كهواية ومع مرور الوقت اكتسب خبرة في مجال التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية copywriting ومن ثم تحولت الهواية إلى مهنة مستقلة تهدف إلى تقديم الجودة والاحترافية في مجال التسويق الالكتروني وبخاصة في مجالي التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية، يعمل معه الآن فريق عمل محترف من المترجمين والمسوقين الإلكترونيين.

موضوعات أخرى قد تهمك

ضع تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked

  1. شكرا جزاك الله خيرا كم انت كريم ومحترف والله كل مدونتك وكل فيدهاتك علي اليوتيوب رائعه ومحترفه كم انك رجل تحمل كل الخير اقولها وانا متأكد وهذا ليس له علاقه بشي الا الاحساس بأخلاصك واتقانك وتفانيك في عمك وهذا وحده يكفي الثقه بك.نعم هذه جه نظري انا واحساسي l feel
    تحيه لك ولمدونتك والفريق العاملاستاذ حسن

  2. شكرا لإستاذنا ع كل ماقدمه من معرفه كافية في اللغه والله يجعل هذا العمل خالصا لوجة الله الكريم

  3. أولا جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم

    إنشاء الله سوف أحاول جاهداً تتبع طرق التعليم

    وتتطبيقه وشكراً

  4. لم أجد زر الاعجاب للضغط عليه حتى يتم تحميل الملف المرفق
    كل الشكر والتقدير أستاذنا القدير…

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}