المجاملة تفتح لك القلوب المغلقة فكيف تستخدمها بحكمة؟


يظن الكثير من الناس أن المجاملة ما هي إلا تلك الكلمات المعسولة التي يقولها شاب لفتاة من أجل أن يوقع بها في شرك غرامة, أو عبارات غزل يلقيها الزوج على مسامع زوجته لتسكينها ومنعها من افتعال مشاكل ومشاجرات منزلية بسبب أو بدون سبب..

بعضنا أيضاً يعتقد أن المجاملة نوعاً من أنواع النفاق الاجتماعي أو الضحك على اللحى, وهناك من يحرمها شرعاً على المذاهب الأربعة, ومعارضو المجاملة يتحججون بأنهم صرحاء شجعان يقولون الحق في عين صاحبه بلا خوف أو تردد… وأنهم ليسوا بحاجة لمجاملة أحد أو لمسخ الجوخ كما يقول أهل الشام..

ما الفرق بين المجاملة والنفاق؟

الفرق بسيط للغاية, المجاملة هي كلمات إطراء تخرج بصدق منك لمن أمامك بهدف كسب حبه, والنفاق هي كلمات تخرج منك وانت غير مقتنع بها لمن أمامك من أجل تحقيق منفعة مادية.. اي أن المجاملة صدق .. أم النقاق هو كذب محض.

ما هي فوائد المجاملة؟

المجاملة من ضمن السلوكيات التي تكسبك محبة الخلق (الكاريزما), وحينما تستخدم بحكمة فإنها تفتح لك الأبواب المغلقة في حياتك العملية والاجتماعية وجميع نواحي الحياة, المجاملة دليل على تحضر الشعوب وتعبر عن مدى التطور الثقافي للفرد والمجتمع. المجاملة تفيد الشخص الذي تجامله أيضاً وذلك لأنها تجعله يلتفت الى الصفات والأخلاق الحسنة التي فيه وهذا بالطبع سيحفزه على الإتيان بمثل هذه السلوكيات مرات عديدة بروح معنوية مرتفعة.

كيف تصيغ المجاملة بأسلوب جذاب؟

من خلا تعريف المجاملة يتضح لنا أن المجاملة شيء صادق وبالرغم من أنها كذلك لكن للأسف الشخص الذي يتلقها منك لا يعرف هل هي تخرج من قلبك بصدق أم لا وذلك لأنه لا يطلع على فؤادك وسرائرك, لذا حينما تستخدم المجاملة يجب أن تجعل من يتلقها منك يشعر بصدقها الغير قابل للشك, وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تتبعها لكي تصل الى هذا الهدف منها على سبيل المثال:

الإيمان بما تقول

يجب أن تكون مقتنع أولاً بما تقول, فما يخرج من القلب يدخل الى القلب, لذا إذا قررت أن تجامل شخصاً ما فعليك أن تبحث عن صفات حقيقة فيه, عليك أن تعمل جرد سريع لتاريخه معك تستعرض فيه مواقفه وكلامه واهتماماته المختلفة ومن خلال هذا الجرد ستكتشف فيه صفات حسنة كثيرة وموافق نبيلة صدرت منه في الماضي يمكن أن تبرزها له وتصيغها في مجاملة ترفع روحه المعنوية وتساعده على القيام بهذا السلوك الحسن مرات كثيرة.

المجاملة المبرهنة

يفضل أن تكون المجاملة التي تقولها لمن أمامك متبوعة ببرهان يؤكدها وينقلها بسلسلة الى قلب المتلقي, فلو قلت له أنت تتمتع بذكاء حاد قل لماذا تقول هذا, قدم لها البرهان, وضح له موقفاً ما أثبت لك فيه أنه حاد الذكاء, برهن على ما تقول حتى تؤثر فيمن أمامك, فعلى سبيل المثال قل له ” أنت مشاء الله تتمتع بطيبة قلب لا حدود لها.. فأنا لن أنسى اليوم الذي تبرعت فيه لشخص محتاج بمبلغ كبير جداً رغم أني أعلم أنك كنت بحاجة الى هذا المبلغ”

المجاملة الغير مباشرة

يقصد بها ان أذكر الشخص الذي أمامي بمواقف قد قام بها في الماضي تؤكد الميزة الحسنة التي أود أن أبرزها, فمثلاً تقول له, ” القميص الذي رشحته لي مازال من افضل القمصان لدي” وأنت هنا تجامل ذوقه, أو يمكنك مثلاً أن تستشهد بكلمات قد قالها من قبل كأن تقول مثلاً “أذكر أنك قلت لي من قبل أن أخلاق الإنسان تبدأ من البيت ثم بعد ذلك يأتي دور المسجد وليس العكس) أنت هنا تجامله في منطقية كلامه..

الاقتصاد في المجاملة

لا تجامل شخص بعينه في كل مرة تراه فيها, فهذا إسراف في المجاملة يؤدي الى نتيجة عكسية فلربما يشك من يتلقى المجاملة في مصداقيتك, لذا اجعل المجاملة تأتي أثناء الموقف وبطريقة غير مباشرة..

عدم انتظار المقابل

حينما تجامل لا تنتظر مقابلاً, لا تتوقع أن يقوم الشخص الذي جاملته بمجاملتك بالمقابل, لكن كن على ثقة أن الشخص الذي جاملته بصدق يحبك الآن, لكن ليس كل الناس تسطيع التعبير..

تفهم الخلفية الثقافية والأسرية للشخص الذي تجامله

هناك نوع من الناس من حضارة وثقافة وتربية تختلف عما نشأت عليه, لذا في بعض الأحيان حينما تجامل مثل هذا النوع من الناس ففي بعض الأحيان يكون رد فعلهم من المجاملة محبط بالنسبة لك, فقد تقول له مثلاً “انت مهندم الثياب جداً” فيرد عليك قائلاً ” هذا شيء طبيعي” أو ربما يقول لك مثلاً ” أعرف ذلك فأنت لم تأتي بجديد” أو بالعامية المصرية “ملكش دعوة” حينما تواجه رد فعل كهذا لا تتعصب وتجعل رد فعلك العكسي يدمر ما قلته من مجاملة, عليك أن تتفهم أن الذي أمامك شخص طبيعته خشنة, وأن مجاملتك أثرت فيه لكنه يقاومها ليوضح لك أن واثق من نفسه, عليك أن تدرك أن مثل هذا النوع من البشر قد عانى كثيراً بالنسبة للموضوع الذي تجامله فيه (الشياكة في مثالنا هذا) وأنه تلقى تجريح من قبل في طريقة ملبسه من أناس آخرين جعلته يتحسس تجاه هذا الموضوع, لذا أصبح خشناً جداً مع من يحدثه في هذا الموضوع حتى ولو كان من باب المجاملة, كن هادئ, وابتسم .. وقل له..

“انا فقط أحببت أن اؤكد ذلك”

حسن محمد

حسن محمد

مترجم فوري، عمل لدى العديد من كبرى الشركات والمنظمات العالمية من أهمها شركة تيتان الأمريكية، بي سي آي اليابانية وشركة قطر للبترول القطرية، شرع في التدوين في عام 2008 كهواية ومع مرور الوقت اكتسب خبرة في مجال التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية copywriting ومن ثم تحولت الهواية إلى مهنة مستقلة تهدف إلى تقديم الجودة والاحترافية في مجال التسويق الالكتروني وبخاصة في مجالي التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية، يعمل معه الآن فريق عمل محترف من المترجمين والمسوقين الإلكترونيين.

موضوعات أخرى قد تهمك

ضع تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}